كونك مختلف
كتب / أحمد سعيد
كونك مختلف هذا لا يعنى انك مذنب ، كونك مختلف يعنى انك مميز كونك ( أسود البشرة ) يعنى انك أبيض القلب ؛ لأن لا فرق بين أبيض وأسود ، فقط تميز للون البشرة لا أكثر لأن الجميع سواسيه أمام الله ولا بأس بأن يتجوز الأسود بالبيضاء والعكس صحيح لأننا مسلمون والعقيدة واحده وكلنا خلقنا من ” طين ”
– لكن برأيك هل هذا هو الواقع في مجتمعنا ؟ أم مازالت العنصرية بيننا ؟
كلام مرسل قد يكتب بين طيات الخطبات الرنانه أو شعارات أجتماعية للمجاملة …! ولا يخفى ذالك ملامح العنصرية بمجتمعنا
العنصرية :-
العنصرية هي الأفكار والمُعتقدات والقناعات والتَّصرفات التي ترفع من قيمة مجموعة معينة أو فئة معينة على حساب الفئات الأخرى، بناءً على أمور مورّثة مرتبطة بقدرات الناس أو طباعهم أو عاداتهم، وتعتمد في بعض الأحيان على لون البشرة، أو الثقافة ، أو مكان السّكن، أو العادات، أو اللغة، أو المعتقدات كما أنّها يُمكن أن تعطي الحق للفئة التي تم رفع شأنها بالتحكّم بالفئات الأخرى
ظهرت العنصريّة منذ بداية خلق الله الحياة على هذه الأرض، وتعدُّ أحد أسباب الفتنة، وأبرز أسباب الحروب والتفرقة، وهي من أشد الأمراض فتكاً بالمجتمعات، ولم يخلُ عصر من العصور منها ومن الأمثلة عليها تجارة الرقيق التي تمارسها بعض الدول على الأفارقة ذوي البشرة السوداء؛ حيث يصبحون عبيداً بلا سبب إلا للاختلاف في اللون .
التمييز حسب لون البشرة ، قد يكون حائل بيك وبين شريك حياتك الأبيض الذي أخترت ؛ نعم هذا ماحدث مع ( سعيد ) ؛ شاب أسمر وسيم ، طيب القلب بشوش الوجه ، يعمل بمجال الهندسة الكهربائية ، مع الإنجليزية يجيد الإيطالية والفرنسية ، تخرج_ عام 2015 _ وهوا الآن يُكمل الدراسات العليا بالمراسلة ، أحب فتاة ( بيضاء) اللون و “أحبته”
قررا الإرتباط ، و حدد موعد للقاء مع الأهل ، ذهب وهو مفعم بالحوية عيناه مليئة بالحب وعقله لازال يتذكر الشعارات الاجتماعية ” المذكور أعلاها ” ، لكن للأسف للأوهام لحظة ، تدرك فيها الحقيقة ، ” حقيقة مجتمع يطبق أركان الإسلام دون أن يفهمها جيدا ”
حقيقة مجتمع يصلى ويزكى لكن لا ( يعدل ) ، رُفضَ سعيد بسبب ” لون بشرته ” وعادت أمانيه إدراج الرياح ..! يقول سعيد ( أنا كنت متوقع الشي هدا غير حبيت نكون شجاع ونتقدم ) طرحنا سؤال عليه هل أستسلمت ؟ قال ( لا ومش هنستسلم اى البنختارها بنمشيلها سواء بيضاء أو سمراء ومانندريش وين النصيب الجاى …! )
– كذالك (حاتم ) .. طبيب صيدلى أبيض البشرة ، متجوز من الطبيبة ( علياء ) كانت زميلة له “سمراء اللون ” التقيا في العمل ومن ثم أرتباطا بالجواز بعد مرحلة أعجاب ، لكن بالنسبة لهم الحكاية لم تبداء الأن فكلاهما له قصه قال حاتم ( منذُ شاهدة عمتى عندما تجوزة من رجل أسمر البشرة هو راجل كويس ومحترم جدا ويعامل فيها بحب و إحترام وهى تحبه هلبا وتحترمة لكن رغم ذالك شفت تنمر عائلتنا عليه كانو يرفضوا يتبادلوا الزيارات معاهم ويتحاشوهم بالمناسبات الإجتماعية
كان تنمر غريب جدا ومكروه لذالك كرهت التنمر لانى شفتهم سعداء جدا مع بعض عرفت ان مش مهم رأى الناس المهم تكون سعيد) علياء أيضا والدتها بيضاء اللون و والدها أسمر ، الحب لا يعرف حدود او يلتزم بقوانين ،الاختلاف لا يفسد للود لكنه قد يفسد عقول بشرية ..!
بالجانب الآخر ألتقينا مع المخرج والمصور ( مصطفى التكرورى ) شاب أسمر مبدع في مجالة طرحنا عليه سؤال
– مارأيك بقضية التمييز حسب لون البشرة في الزواج ؟
أجاب ( الزواج من صاحب الدين والخلق، المحافظ على الصلوات وإن كان أسود البشرة ؛ لقول النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوه تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ ” ) وتابع الإجابة … ( انا مش راح نقيد روحى ونعقد حياتى انا بنختار شريكة حياتى على أساس الراحة النفسية والقبول الاجتماعي سواء كانت سمراء أو بيضاء
ومش راح نخاف من التنمر الاجتماعي لانى أقوى من هكى البيتقبلنى مرحبتين بيه ) .. هل ترضي تتجوز أختك بأبيض؟ أجاب ( نعم نرضي هادى حياتها هى وين ماتكون سعادتها هنكون معاها ) .
التنمر شيئ بشع لا يتقبلة أنسان ، وان فعل أخر يكون غير سوى أو معقد ، انت هو انتِ وانا كما هو خلقنا الله وميزنا بالأخلاق والأعمال الحسنه
قال ـ صلى الله عليه وسلم : ” لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب ”
يتابع …..