بعد اذن الحب انا قررت أن اتوب …!!
قد تبدو رسالة ، لكن من الحبيب ، ومن المحبوب ؟
كتب / …
_” الحب ” عندما ترد إلي مسامعك هذه الكلمة ، من البداية قد تتخيل قصة العشق الأسطورية ، مثل ( قيس ولبنى ، روميو وجولييت ….إلخ ) وهى في الأغلب انتهت أما بالموت أو ” الخيانة ” ، أو قد تداهمك ذكريات قديمة ، عشتها انت بذاتك ، لكن المعنى الحقيقي للحب هو شغف الوصول للمراد بمعنى ( عاشق ومعشوق ) عاشق في الأغلب انسان أما عن المعشوق هو ( انسان ، مال ، سلطة ، غاية ، طموح ، شهوة .. إلي ذالك )
_ المقدمة ليست إطالة عن فحوى الرسالة الرسالة بالفعل بدأت من كلمة ” الحب ” كلمة قالها (أدم سلطان ) شاب سورى مواليد مدينة ( ألدلب ) السورية عام _ 1995_ أدم شاب موهب بالتمثيل و لديه أخ أسمه ( نوح ) يصغره بعامين كانو أصدقاء أكثر من كونهم أخوة أدم عاش طفولته بإدلب حيث جمال الطبيعة الخلابة سمع كثيرا عن شكسبير كان دائما يراوده حلم التمثيل على مسرح شكسبير أو تقديم العمل الإنسانى في صغره كان دائم التردد على مسرح المدينة مع أخيه ( نوح ) يترجلا بين الهضاب الخضراء يحلما بالغد
_ وسرعان ماأتي الغد لكن للأسف لم يكن ربيع كان خريف تساقطت فيه أرواح الأبرياء و اندلعت ( ثورة سوريا ) واندلع معها الحرب الأخضر واليابس رغم أصوات القذائف والبراميل المتفرجه كان أدم رفقة أخية نوح دائم التردد على مسرح المدينة لكن هذه المرة كانا يمشيا بحذر شديد بين حطام المساكن المدمرة للوصول للمنزل بسرعة لكن للأسف البراميل المتفجرة كانت أسرع منهم وصلت للمنزل و دمر بالكامل وراح ضحيت المدار والدت أدم ونوح ولحسن الحظ السيد سلطان ولد نوح وأدم كان خارج المنزل لجب الدقيق للوالدة المتوفية ( نور ) لكن للاسف لم تسطيع بعد الآن الخبز لأدم ونوح .
_ ألدلب حاصرها الدمار قرر السيد ( سلطان ) المغادرة إلى مخيمات اللاجئين بتركيا لكن أدم رفض المغادرة وقال لأبيه: ” انا مثل السكة لو خرجت من أدلب أموت ” بعد محاولات فاشلة من قبل سلطان لإقناع أدم ، غادر سلطان رفقة ولده الثانى ( نوح ) وأستقر بيهم الحال بمخيم ( الإصلاحية) في ” غازي عنتاب ” .
_ سلطان ونوح كانا رفاق يشكون حال الغربة على أطلال الذكريات حول نار الحطب الذي اوقدوه للتدفأ كانت قليله لكن مع دفئ المشاعر كانت تساعد ، ومع الحالة الاقتصادية المتردية للاجئين سلطان لم يعد لديه المال لشراء الغذاء أو الدواء لنوح الذي مرض ” بألتهاب رئوي حاد ” نتيجة البرد الشديد وللأسف لم يصمد نوح كثيرا وفارق الحياه …!
_ أصبح سلطان وحيدا فقرر السفر إلي ليبيا حيث وجد فرصة عمل بمجال البناء بمدينة ( سرت ) .
_ أما عن ( أدم ) بقي وحيد هو الآخر بأدلب يحاول أخراج العالقين تحت الأنقاض في يوم جاء أدم شخص يلقب ( عبد الله الشامى ) حاول جهدا أقناع أدم بالانضمام إلي جماعة جهادية تسعى لتحقيق الاستقرار والرخاء لسوريا على حد قول ” الشامى”، وافق أدم وانظم لهم وسرعان مانال أعجاب قياداته واعطوه صفة قيادية بلقب ( ابو حازم ) ومع الوقت بدء آدم التأقلم مع أسمه الجديد بالدولة الجديد .. ( داعش )
_ جاء أدم أمر بالتوجة الي ( سرت الليبية ) حيث بدأت الجماعة تنشط هناك وغادر بالفعل وعند وصوله رفقة مجموعة مكلفة من قبل أمير التنظيم وجدوا منزل بالحي رقم 2 ، معد لهم سرعان مابدء التنظيم تنفيذ الأوامر ، بالإعدامات وأحكام الجلد وبسط تنظيم القاعدة سيطرته على المدينة
_ دمار ودماء أصبحت هى معالم المدينة أدم يقول انه ضاق ذرعا بالحال تذكر أدم يوم قصف منزله وموت والدته ( نور ) وأخذ يتجول بالمدينة ، وجد مجموعة عمال مقبوض عليهم من قبل التنظيم ، بتهمة ( التدخين )
يقول أدم : ” في يوم كنت ماشي بالشارع شفت شي مجموعة مقبوض عليهم وقعت عينى بشخص كنت عم اقول لحالي لا مستحيل يطلع هوا ان شاء الله لا جريت لعنده ولما تأكدت حضنته كثير كثير وانا بأبكي ”
_ وجد أدم والده سلطان ضمن المجموعة المقبوض عليه انفرد به ” خلسه ” وأخذ أدم يقصص على سلطان ماذا فعل بعد فراقهم علم أدم بوفات نوح وكان الخبر مثل الصاعقة عليه
_ قرر أدم تهريب والده و رسم له خطه للهروب لكن للأسف لم تنجح أفشلتها نيران تنظيم داعش سلطان تم إطلاق النار عليه عن محاولته الهروب ، علم أدم بالخبر وبات يكن حقد وكره شديد على جماعته الذي ورد أليها عن ( قوات البنيان المرصوص ) تحاصر المدينة وعازمة القضاء على الإرهاب ، قرر الفرد تلوى الآخر الفرار من أبطال ” البنيان ” والنجاة بأرواحهم
_ لاذ أدم بالفرار إلي تونس ومنها غادر إلي تركيا بمساعدة مهرب بشر كان تعرف عليه مع التنظيم ، أكمل أدم محاولت الفرار من ( داعش ) فركب البحر بقوارب الهجرة غير الشرعية نحو ( أوروبا ) ، نجح آدم بالدخول إلي القارة العجوز رفقة المهاجرين الشباب والعائلات بحث عن مستقر لهم أستقر و أدم بنزل الخاصة بالمهاجرين غير الشرعيين
_ المقامه من قبل ( الاتحاد الأوروبي ) أجريت لهم أختبارات وبعد فترة نجح أدم بالحصول على صفة ( لاجاء ) بألمانيا هوا الآن يعمل بأحد المقاهى بالمساء ، وفي الصباح يدرس ( بالمسرح القومى) لتحقيق حلم طفولته .
_أدم أخبرنا عندما تواصلنا معه وهو يسرد قصته عبر ” الإنترنت ” بأنه الآن يألف رواية بأسم ( سفينة نوح ) لسرد ماحدث من طوفان بالوطن العربي يقول أدم ” الحب هو ماجعلنى أبقي بأدلب حب الوطن وعشق الأرض و المكان والزمان في قلبي كنت متأثر برويات شكسبير عن الحب أحببت وطنى ، و تمنيت أن يكون كلام ” الشامي ” صادق عن الاستقرار والتنمية المنشودة انضميت لهم لكن سرعان ماأكتشفت الحقيقة ” .
_ أدم ينتمى إلي جيل الحروب والنزاعات والانقسمات والازمات وهى ماتخلق بيئة حاضنة للإرهاب والدمار والدماء الجوع والحرمان أدم تأثر برويات الحب لكن على مايبدو انه لم يكمل القراءة للنهاية ، روميو مات بالسم وقيس مات بسبب حزنه على جواز لبنى بعد مالقب بالجنون ” النهايات ليست دائمآ سعيدة عندما نتمسك بما نحب وهو لا يتمسك بنا لكن في النهاية هو قدر ونحمد الله عليه .
لذالك بعد أذن الحب ان قررت أن أتوب .. !!