صحه

النسل السليم بالجنس السليم

ماذا لو لم نهتم بالصحة الانجابية ...؟

جنين سليم  مع صحة أفضل

كتب بروف / أبوبكر النشار
عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة الإنجابية على أنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض أو الإعاقة وهي تعدَّ جزءاً أساسياً من الصحة العامة، وتعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب ؛ كما ان الفئات المستهدفة بالصحة الإنجابية:  الرجل والمرأة في سن الإنجاب: لرفع المستوى الصحي لهما بالاصافة للمراهقين  والشباب: لتجنيبهم السلوكيات الضارة التي قد تؤدي لأخطار تهدد صحتهم الحالية والمستقبلية ولرفع وعيهم ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه صحتهم والأسر التي سيشكلونها.-كما ان النساء ما بعد سن الإنجاببية اهمية للوقاية من الأمراض المرتبطه بالإنجاب والمتعلقة بالجهاز التناسلي وكشفها المبكر ما أمكن وتدبيرها و المولود في فترة النفاس: للحفاظ على صحته وبقائه وحمايته. وهناك أسباب تبني مفهوم الصحة الإنجابية الجديد وهى  المفهوم الجديد يهتم بمشاكل الصحة الإنجابية بطريقة متكاملة وشاملة للرجل والمرأة. حيث ركز المفهوم الجديد على العناية الفردية المتأنية بصحة المرأة ؛ غَيّر المفهوم الجديد الفهم الديمغرافي البحت للصحة الإنجابية المتمثل في برامج تنظيم الأسرة و العناية ببعض الفئات التي لم تتلقى عناية وخدمات سابقاً مثلاً “المراهقين” للحفاظ على جهازهم التناسلى وقدرتهم الجنسية ـ و يشمل المفهوم مشاكل المرأة الصحية خلال فترة حياتها كاملة وليس فقط فترة الإنجاب Life Cycle Approach. وللاهتمام بالمشورة كجزء هام في خدمات الصحة الإنجابية.وللاهمية  الالتفات لنوعية الخدمات المقدمة في كل مجالات الصحة الإنجابية مما ينعكس إيجاباً على الاستفادة منها.
وهناك عوامل مؤثرة على الصحة الإنجابية تتمثل في الآتى :
1- الصحة الإنجابية تؤثر وتتأثر بحالة المجتمع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة، وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه. كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها.
2- السلوكيات ذات العلاقة بالزواج والإنجاب وتكوين الأسرة ، هذه السلوكيات تتحكم فيها عوامل معقدة منها العوامل الثقافية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية.
3- مكانة المرأة في المجتمع، ففي كثير من أنحاء العالم تتعرض البنات للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية وبالحصول على الرعاية الصحية. وفي المناطق التي تتدنى فيها مكانة المرأة تأتي صحتـها وتعليمها وحاجاتـها العاطفية في الدرجة الثانية بعـد الرجل.
4- الخـدمات الصحية التي تلعب دوراً هاماً للرقي بمستوى الصحة الإنجابية. فلا يمكن الوقاية من المشاكل الإنجابية أو علاجها أو الحد منها دون توافر خدمات صحية ذات جودة عالية تم التخطيط لها لتلبي الاحتياجات الصحية للفئات المختلفة، مع ضمان سهولة الوصول إليها.
عناصر الصحة الإنجابية:
1 – توفير خدمات صحية جيدة للأمومة السليمة والتي تشمل رعاية الأم أثناء الحمل والولادة والنفاس.
2 – توفير خدمات تنظيم الأسرة مبنية على احتياجات المجتمع بحيث يتوفر كافة الخيارات المتعلقة بموانع الحمل للمستفيدات مع تقديم الاستشارات المبدئية اللازمة.
3 – الوقاية من إصابات الجهاز التناسلي ومعالجتها بما في ذلك الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي ولاسيما نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)
4 – الكشف المبكر والإحالة والتدبير للأمراض ذات العلاقة بالإنجاب كالسرطانات التي تصيب المرأة مثل سرطانات الثدي وسرطان عنق الرحم.
5 – الفحص الطبي قبل الزواج.
6 – الوقاية والمعالجة من أمراض ما بعد سن الإنجاب.
7 – صحة المراهقين.
8 –المشورة والتثقيف والإعلام لكافة خدمات الصحة الإنجابية.
للحقوق الإنجابية ايضا مساحة واسعة بما أن الصحة هي حق أساسي من حقوق الإنسان كما جاء في تعريف منظمة الصحة العالمية WHO فإن الصحة الإنجابية حقٌ أيضاً، ويتضمن حقوقاً إنجابية هي: – حق تقرير عدد الأطفال وفترات المباعدة فيما بينهم بحرية، وحق الحصول على المعلومات والوسائل الآمنة والفعالة والمقبولة اجتماعياً التي تمكن من ذلك.  الحق في الحصول على أعلى مستوى من الصحة الأسرية والإنجابية.
– الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة بالإنجاب دون قسر أو عنف أو تمييز.
كيف نتحصول على خدمات الصحة الإنجابية
نسبة الحصول على خدمات الصحة الإنجابية ضعيفة جدًا في العديد من الدول. وكثيرًا ما تكون المرأة غير قادرة على الحصول على الخدمات الصحية للأمهات بسبب عدم معرفتها بوجود هذه الخدمات أو الافتقار إلى حرية التنقل، وتتعرض بعض النساء للحمل القسري ويحظر عليهن مغادرة المنزل. وفي العديد من البلدان لا يسمح للمرأة بمغادرة المنزل دون وجود قريب أو زوج من الذكور؛ وبالتالي فإن قدرتها على الحصول على الخدمات الطبية تكون محدودة. ولذلك هناك حاجة إلى زيادة استقلالية المرأة من أجل تحسين الصحة الإنجابية . ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية “تحتاج جميع النساء إلى الحصول على الرعاية أثناء الحمل، ورعاية من قِبل متخصصين أثناء الولادة، والرعاية والدعم في الأسابيع التالية للولادة” .
وبالرغم من الإعتراف القانوني ببعض خدمات الصحة الإنجابية ؛ فإن ذلك ليس كافيًا لضمان إتاحة تلك الخدمات للناس فعليًا. ويعتمد توافر وسائل منع الحمل والتعقيم والإجهاض على القوانين بالإضافة إلى المعايير الاجتماعية والثقافية والدينية. بعض البلدان لديها قوانين ليبرالية بشأن هذه القضايا، ولكن من الناحية العملية يصعب جدًا الوصول إلى هذه الخدمات بسبب الأطباء والصيادلة وغيرهم من العاملين الإجتماعيين والطبيين منعدمي الضمير غير المهتمين بالصحة الجنسية مما يأثر بشكل كبير على التناسل السليم ويتم تعريف الصحة الجنسية بأنها “حالة من الرفاهية والسلامة الجسدية والعاطفية والعقلية والاجتماعية فيما يتعلق بالحياة الجنسية؛ وليس مجرد غياب المرض أو الاختلال الوظيفي أو العجز، فالصحة الجنسية تتطلب أسلوب تعامل إيجابي ومحترم تجاه النشاط جنسي والعلاقات الجنسية فضلًا عن إمكانية الحصول على تجارب جنسية ممتعة وآمنة وخالية من الإكراه والتمييز والعنف، ولتحقيق الصحة الجنسية والحفاظ عليها يجب احترام الحقوق الجنسية لجميع الأشخاص وحمايتها وتنفيذها “. للوصول الامن لإنجاب والصحة ويمكن أن يؤدي الحمل المبكر والسلوكيات الأخرى إلى مخاطر صحية على النساء وأطفالهن الرضع. الانتظار حتى تبلغ المرأة 18 عاما على الأقل قبل أي محاولات للحصول على أطفال يحسن صحة الأم والطفل.وعند الرغبة في الحصول على طفل آخر فإن الانتظار لمدة سنتين على الأقل بعد الولادة السابقة قبل محاولة الحمل يعتبر أكثر صحة للأم وكذلك للطفل؛ وبعد وفاة الجنين فمن الأصح أن الانتظار 6 أشهر على الأقل. ويجب ان نتحدث هنا عن توافر وسائل منع الحمل الحديثة  : وسائل منع الحمل الحديثة غالبًا ما تكون غير متوفرة في أجزاء معينة من العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 222 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم لايمكنهن الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة، وأكثر المحرومين من الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة هم الفقراء وسكان المناطق الريفية والأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، والمشردين داخليًا . ويعتبر نقص إمكانية الحصول على وسائل منع الحمل في الدول النامية سببًا رئيسيًا للحمل غير المقصود مما يتسبب بنتائج إنجابية أسوأ .ووفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن حصول جميع النساء على خدمات منع الحمل يمكن أن تمنع وفاة واحدة من بين كل ثلاث حالات وفاة متصلة بالحمل والولادة .
ختان الإناث
تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، المعروف أيضًا باسم قطع الأعضاء التناسلية للإناث أو ختان ” الإناث”، يشمل جميع الإجراءات التي تنطوي على إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية، أو إصابة أخرى للأعضاء التناسلية للإناث لأسباب غير طبية ” .وتتركز هذه الممارسة في 29 بلدًا في أفريقيا والشرق الأوسط؛ ويقَدر أن أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة اليوم تعرًّضن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية(الختان) . يحدث الختان أيضًا في مجتمعات المهاجرين في الدول الغربية، مثل المملكة المتحدة.
ولا ينطوي ختان الإناث على أي فوائد صحية، وله آثار سلبية على الصحة الإنجابية والجنسية بما في ذلك الألم الحاد والصدمة والنزف والكزاز أو الإنتان (عدوى بكتيرية) واحتباس البول والقروح المفتوحة في منطقة الأعضاء التناسلية وإصابة الأنسجة التناسلية المجاورة والمثانة ، والتهابات المسالك البولية، والخُرَّاجات، وزيادة خطر العقم ومضاعفات الولادة ووفيات المواليد. وتؤدي إجراءات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية التي تسبب انغلاق أو تضييق فتحة المهبل (المعروفة باسم النوع 3) إلى الحاجة إلى إجراء عمليات جراحية في المستقبل للقطع من أجل السماح بالاتصال الجنسي والولادة .ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن “ختان الإناث ينتهك مبادئ ومعايير حقوق الإنسان – بما في ذلك مبدأَيّ المساواة وعدم التمييز على أساس الجنس، والحق في عدم التعرض للتعذيب أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والحق في التمتع بأعلى مستوى صحّي يمكن بلوغه ، وحقوق الطفل، والحق في السلامة البدنية والعقلية، بل والحق في الحياة .
الأمراض التي تنتقل جنسيًا
الأمراض المعدية المنقولة بالاتصال الجنسي أو الأمراض التناسلية هي عدوى احتمال انتقالها من فرد إلى آخرعن طريق النشاط الجنسي كبير. وتشمل الأمراض المنقولة جنسيًا الشائعة كالكلاميديا والسيلان والقوباء (الهربس) وفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والزهري وداء المشعرات.
وتؤثر الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي على الصحة الإنجابية والجنسية، وتؤثر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم. وتشمل برامج الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي التربية الجنسية الشاملة وإجراء اختبارات وفحوصات الإصابات المنقولة جنسيا وفيروس نقص المناعة البشرية والمشورة قبل الاختبار وبعده، واعتماد الطرق الأكثر أمانا للجنس وللحد من المخاطر، واستخدام الواقيات الذكرية وغير ذلك. ومن المهم جدًا الحصول على العلاج الطبي الفعال للأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
صحة المراهقين
القضايا التي تؤثر على الصحة الإنجابية والجنسية للمراهقين مماثلة لتلك التي يواجهها البالغون، ولكنها قد تشمل مخاوف إضافية بشأن حمل المراهقات وعدم توفر فرص كافية للحصول على المعلومات والخدمات الصحية. وفي جميع أنحاء العالم تلد حوالي 16 مليون فتاة مراهقة كل عام، معظمها في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل . وأسباب حمل المراهقات متنوعة. وغالبا ما تتعرض الفتيات في البلدان النامية لضغوط من أجل الزواج من الشباب وحمل الأطفال في وقت مبكر. وبعض الفتيات المراهقات لا يعرفن كيف يتجنبن حدوث الحمل ولا يستطعن الحصول على وسائل منع الحمل، أو يتم إجبارهن على ممارسة النشاط الجنسي .
وحمل المراهقات ولا سيما في البلدان النامية ينطوي على مخاطر صحية متزايدة ويساهم في استمرار مشكلة الفقر . ويتفاوت نوع التربية الجنسية للمراهقين وتوافرها في أجزاء مختلفة من العالم. وقد يعاني المراهقون من المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية من مشاكل إضافية إذا كانوا يعيشون في أماكن يرفض فيها النشاط المثلي جنسيًا و / أو يعتبرغير قانوني؛ في الحالات القصوى يمكن أن يتسبب في الاكتئاب والعزلة الاجتماعية وحتى الانتحار بين الشباب المثليين.

بروف/ ابوبكر النشار

ويوصي صندوق الأمم المتحدة للسكان “بالتثقيف الجنسي الشامل” حيث أنه يُمَكِّن الشباب من اتخاذ قرارات صحيحة بشأن حياتهم الجنسية . ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان ينبغي تدريس التعليم الابتدائي من خلال تقديم محتوى يناسب سن الشباب على مدى عدة سنوات؛ ويتضمن المنهج معلومات دقيقة علميًا عن التطور البدني والتشريح والحمل ومنع الحمل والأمراض المنقولة عن طريق
الاتصال الجنسي بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، وينبغي العمل على زيادة الثقة وتنمية مهارات التواصل بالنسبة للموضوعات التي تشمل القضايا الاجتماعية المتعلقة بالجنس والإنجاب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى